الحمد الله الذي بعث لنا هذا النبي الكريم ليعلمنا الكتاب والحكمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم....
الحمد
الله الذي بعث لنا هذا النبي الكريم ليعلمنا الكتاب والحكمة، صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه وسلم. فالأحاديث الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع بعد
القرآن الكريم. وقد يدعي البعض أنه لا حاجة لهذه الأحاديث ما دام القرآن
موجوداً!! وقد يدعي آخرون انه لا يمكن معرفة الحديث الصحيح من الحديث
الموضوع، لذلك نجد بعض هؤلاء المبطلين ينكرون أحاديث المصطفى عليه الصلاة
والسلام.
ولكن الله تعالى قال عن حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى)
[النجم: 3 -4]. لذلك ومن حكمة البارئ جل وعلا أنه ألهم رسوله عليه الصلاة
والسلام أن يتحدث بأحاديث علمية ليأتي البشر بعد أربعة عشر قرناً ويكتشفوا
هذه الحقائق!
إن
الذي يتأمل القرآن بشيء من التدبر ويتأمل الأحاديث الصحيحة يرى بأن القرآن
والسنة قدّما حقائق جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبل. ولو كانت هذه
الحقائق معروفة لوجدنا حديثاً عنها في كتب الأقدمين.
ولكن
ونحن نعيش العصر المادي في الألفية الثالثة تأتي أحاديث الرسول الكريم
لتخاطب العلماء كل حسب اختصاصه، وتثبت لهم أن كل كلمة نطق بها هذا النبي
الخاتم عليه الصلاة والسلام هي حق من عند الله تعالى.
لقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول رجل في التاريخ دعا إلى البحث
العلمي الطبي من خلال أحاديث كثيرة أرسى من خلالها أهم الأسس للطب الحديث.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاءً) [رواه البخاري]. هذا الحديث العظيم يؤكد وجود الشفاء لمختلف أنواع المرض، وهذا يعني أن الإنسان إذا بحث عن العلاج سيجده.
وفي حديث آخر يؤكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على ضرورة علم الطب وتعلمه والبحث عن الدواء، فقال: (ما انزل الله عز وجل داءً إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله) [رواه أحمد]. فهذا الحديث يحث على البحث في الطب: (علمه من علمه). ويؤكد أن الدواء موجود ولكن يحتاج لمن يبحث عنه ويجتهد في طلبه واكتشافه.
وفي
حديث آخر يعلمنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كيف نبحث عن الدواء
المناسب لكل داء، أي هنالك نظام طبي لعلاج الأمراض، يقول صلى الله عليه
وسلم: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى) [رواه مسلم].
إن القرآن هو أول كتاب يتحدث عن البنية النسيجية للكون في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. والقرآن هو أول كتاب يتحدث عن حقيقة البناء الكوني في قوله عز وجل: (وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)
[البقرة: 22]. والقرآن هو أول كتاب يتحدث عن بداية خلق الكون بأسلوب علمي
مطابق للحقائق اليقينية... وهكذا تعجز الأقلام عن وصف عظمة ودقة وروعة هذا
القرآن، إذاً أين هذه المعجزات العلمية في كتب الأقدمين؟
ما أكثر الأحاديث الشريفة التي تناولت حقائق علمية لم نكتشفها إلا اليوم، وسأكتفي بحديث واحد يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء) [رواه البخاري]. لقد استغرب بعض الملحدين من هذا الحديث، بل وأنكره بعض المسلمين بحجة أنه لا يتفق مع العقل.
ولكن وأخيراً أثبت العلماء يقيناً بما لا يقبل الشك أن الذباب يحوي مضادات حيوية فعالة جداً!! فهذا هو البروفسور Juan Alvarez Bravo
من جامعة طوكيو، يقول: إن آخر شيء يتقبله الإنسان أن يرى الذباب في المشفى!
ولكننا قريباً سوف نشهد علاجاً فعالاً لكثير من الأمراض مستخرج من
الذباب!! (The ointment in the fly: antibiotics, The Economist, December 3, 1994.).
كذلك
أعلن الباحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية أنها المرة الأولى التي
يكتشفون فيها مادة في الذباب يمكنها تقوية النظام المناعي للإنسان! (Fruit Fly Insight Could Lead To New Vaccines, Stanford University, March 11, 2007.).
وهنالك
أحاديث وأحاديث أكثر من أن تُحصى جميعها تتفق مع معطيات الطب الحديث وهذا
دليل على أن كل ما جاء به سيدنا رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام هو
وحي من عند الله تعالى، ولكنه أقر الأشياء الصحيحة ولم ينكرها أو
يتجاهلها، وهذا يدل على أن الله هو من أوحى إليه هذه العلوم.
إرسال تعليق