0

هذا سؤال تطرق له الكثيرون، ولكن من عظمة هذا القرآن انك تجد في كل يوم شيئاً جديداً يثبت أن هذا القرآن منزل من حكيم حميد...

هذا سؤال تطرق له الكثيرون، ولكن من عظمة هذا القرآن انك تجد في كل يوم شيئاً جديداً يثبت أن هذا القرآن منزل من حكيم حميد. وقبل أن أستعرض معكم الاكتشاف العلمي الجديد أود أن أعرض آراء السلف في هذه القضية:

1- إن كلام الله تعالى هو الحق، ولذلك فإن الله عندما يتحدث عن يوم القيامة فإن هذا الحديث واقع لا محالة وبالتالي فإن الله استخدم صيغة الماضي ليؤكد لنا هذه الحقيقة، كأن الله يخاطب أولئك المشككين ويقول لهم: كما أنكم لا تشكون في الماضي الذي رأيتموه بأعينكم، كذلك ينبغي ألا تشكوا في المستقبل الذي ينتظركم، ألا وهو يوم البعث. ولذلك حدثتكم عنه بالماضي لأنه حق لا يمكن أن يتغير أو يتبدل.

2- إن القرآن يستخدم صيغة الماضي في الحديث عن يوم القيامة لأن هذا الأسلوب فريد يتميز به القرآن، وهو دليل على أن القرآن منزل من عند الله، وليس كلام بشر، لأنه لو كان كلام بشر لكان العرب أول من يستغرب وينفر من هذا الأسلوب، ولكن على الرغم من أنه أسلوب غير مألوف لديهم إلا أنهم استجابوا له وعجزوا عن الإتيان بمثله وهذا من إعجاز القرآن.

3- هناك رأي ثالث ألا وهو أن المستقبل بالنسبة لله كالماضي بالنسبة لنا (ولله المثل الأعلى)، فالله تعالى ليس مثلنا ينتظر يوم القيامة، سبحانه وتعالى، إنه يرى كل شيء وكل الأحداث هو خالقها، هو خالق الزمن وخالق الأيام وخالق المستقبل، ولذلك فهو يرى كل شيء، فأراد أن يؤكد هذه الحقيقة فجاء الحديث عن يوم القيامة بصيغة الماضي.

الكشف العلمي الجديد يا أحبتي، أن العلماء بعدما استخدموا تقنية المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI وجدوا أن المناطق التي تنشط في الدماغ أثناء تفكير الإنسان بالماضي هي ذاتها التي تنشط أثناء تفكيره بالمستقبل!!

وسبحان الله الذي أتقن كل شيء! خاطب الإنسان وحدثه عن المستقبل واستخدم صيغة الماضي لأن الله يعلم أن المنطقة التي تستجيب هي ذاتها، وبالتالي فإن الإنسان يستجيب للماضي أكثر من المستقبل، أي أنه يتأثر بالحديث عن الماضي أكثر من تأثره بالحديث عن المستقبل، فجاء هنا الحديث عن المستقبل بصيغة الماضي لتكونن الاستجابة أكبر ما يمكن.

لذلك فإن دماغ المؤمن يتأثر بكلام الله تعالى لأن هذا الكلام يخاطب كل خلية من خلايا هذا المؤمن، لأن هذه الخلايا قد فطرها الله على الفطرة السليمة، وأودع فيها برنامجاً يستجيب لكلام خالقها، ومن هنا تأتي أهمية الشفاء بالقرآن، لأن الخلايا تتأثر بكلام الله تعالى.

نضرب بعض الأمثلة عن آيات تتحدث عن يوم القيامة ولكن بصيغة الماضي، تأملوا معي قوة وروعة هذه الآيات: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ) [الشعراء: 90-94]. انظروا معي إلى الكلمات (وَأُزْلِفَتِ، وَبُرِّزَتِ، وَقِيلَ، فَكُبْكِبُوا) جميعها جاءت بصيغة الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن القرآن يستخدم صيغة المستقبل وصيغة الحاضر للحديث عن يوم القيامة أيضاً، حسب مناسبة المقام، وفي هذا إعجاز عظيم وسوف نستعرض بعض هذه المعجزات إن شاء الله في مواضيع أخرى.

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

إرسال تعليق

 
Top