0

دموع التماسيح

علي سلطان علي السيد [*]


خرج أحدُ الصيادين في يوم عاصف، شديدِ الرِّياح والأتربة؛ ليصطاد العصافير.

في هذا الجوِّ العاصِف كانت العصافير تَكمن في أعشاشها؛ هروبًا من الرياح العاتية... ولكن زقزقة الأفراخ الصَّغيرة الجائعة أقضَّت مضاجع العصافير؛ الآباء والأمَّهات، وأجبرتها على الخروج في هذا الجوِّ؛ بحثًا عن غذاء للصِّغار الجائعة.

وعلى أحد فروع الأشجار وقف عصفورٌ يَرقب الجوَّ مخاطبًا عصفورًا آخر، قائلاً: إنَّ الرياح شديدة، والصغار جائعة، ماذا نفعل؟!
فردَّ عليه قائلاً: لا بدَّ من غذاء للصِّغار.

وأثناء هذا الحوار إذا بسهام الصيَّادين تنهال عليهما بشدَّة من كل جانب، ففرَّ العصفوران مذعورَين إلى شجرة أخرى، لكن السهام ما زالَت تنهال عليهما وكان أحد الصيادين كلما صوَّب سهامه إلى العصافير يَدخل التراب والغبار في عينيه، فتتساقَط دموعه بغزارة، فلاحظ أحدُ العصفورين ذلك المنظر فقال (مخدوعًا):
إنَّ هذا الصياد رحيم عطوف.

فردَّ عليه العصفور الآخر: لو كان رحيمًا ما أَطلق سهامَه لصيدنا؛ لا تَنظر إلى دموع عينيه، بل انظر إلى فعل يديه.


[*] معلم شرعي بمدارس دار الصفوة الأهلية - الرياض.


إرسال تعليق

 
Top