مقابلته صلى الله عليه وسلم الإساءة بالإحسان
خرجت الأسرة للتنزه على شاطئ الخليج، وقد رأى الوالد رغبة الأسرة في الاستزادة من الحديث حول سيرة الرسول العطرة فقال:
الوالد: سأحدثكم هذه الليلة عن خُلق آخر
من أخلاق الرسول الكريم التي نشأ عليها، ألا وهو (مقابلته صلى الله عليه
وسلم الإساءة بالإحسان).
أحمد: نحن في شوق حديثك يا والدي.
الوالد: كان صلى الله عليه وسلم يعفو عمن ظلمه، ويصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه عملًا بقول الله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [1].
وبقوله تعالى: ﴿ وَلَا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ ﴾ [2].
أحمد: اذكر لنا قصة توضح هذا الخلق يا والدي.
الوالد: أتى كعب بن زهير الشاعر وأخوه
بجير إلى مكان يسمى أبرق العزاف -قرب المدينة- يرعيان الغنم وكان قد سمعا
بدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال بجير لأخيه كعب: انتظر وسأذهب إلى
المدينة لأرى ما يقوله هذا النبي، ثم تركه، وذهب إلى المدينة، ولقي الرسول
وأسلم.
فلما علم كعب بما فعل أخوه.. هجاه وهجا
أبا بكر والإسلام بقصيدة سمع بها الرسول عليه الصلاة والسلام وتألم، فأباح
دم كعب لمن يقتله. وقد أرسل بجير إلى أخيه كعب ينصحه بأن يفد على الرسول في
المدينة ويعتذر إليه، فهو يعفو عمن ظلمه، ويحسن إلى من أساء إليه!!
واستجاب كعب لنصيحة أخيه ووفد على الرسول، وطلب منه الأمان والعفو، ومدحه
بقصيدة مشهورة تسمى ((البردة)) وقد سميت القصيدة بالبردة لأن الرسول الكريم
أعجب بشعر كعب وأهداه البردة التي كانت عليه مقابلةً منه للإساءة بالإحسان
كعادته. وقد أسلم كعب وحسن إسلامه بفضل خُلُق الرسول عليه السلام، ورفض
بعد ذلك أن يبيع بردة الرسول للخلفاء الذين طلبوها منه بثمن غال، اعتزازًا
بصاحبها وحبًّا له عليه الصلاة والسلام.
الأم: لقد كان خلقه الكريم أكبر دليل على نبوته وشرف أصله عليه الصلاة والسلام.
(أحمد وسمية والوالد يكررون وراءها) عليه الصلاة والسلام.
أخلاق يجب أن يحرص عليها المسلم والمسلمة:
1- مقابلة الإساءة بالإحسان، وقبول المعذرة من المخطئين.
2- البعد عن الانتقام، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس.
3- تصحيح أخطاء الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.
4- الاقتداء برسول صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وجعله المثل الأعلى في الحياة.
[1] الأعراف: 199
[2] فصلت: 34
إرسال تعليق