0

الشيطان والإباحية


إذا تحدثنا عن الشيطان وعلاقته بالإباحية؛ فإن له نصيباً وافراً في مشاهدتك الأفلام الجنسية.. ولكنك في كثير من الأحوال والأحيان _إن لم يكن كلها_ لا تستطيع الشعور به أو تميزه إذا ما أتى يوسوس إليك.. والسبب في عدم قدرتك على تميزه؛ أنه يأتي من خلال التفكير ومحادثة النفس، ولذلك كان من الصعب تميزه إذا ما أخذ يوسوس لك.. ولولا الشهوة التي فيك؛ لولا أنك تستمع له.


لماذا تُصغي إلى الشيطان وتتبع خطواته؟


 السبب الغالب الذي يجعلك تستمع وتُصغي للشيطان الرجيم؛ أنه يأتي على المشاعر والأحاسيس التي فيك.. مثل الشهوة_ الرغبة_ الحب_ الكره_ الضيق والملل.. والشيطان _لعنه الله_ يستطيع أن يشعر ويرى ما تُفكر فيه.. ويستطيع أيضاً أن يُذكرك بالأفعال السيئة التي فعلتها، ويُذكرك أيضاً بالنظرات ومقاطع الأفلام الجنسية التي شاهدتها.. وكل ذلك يستخدمه في إثارة شهوتك ليجعلك تستمر في مشاهد تلك الإباحية.

من الناس من يقع، ومنهم من يُدرك بأنها وسوسة شيطان
وهكذا يأتي الشيطان الرجيم ويحاول أن يُوقع الناس في مشاهدة الإباحية.. فمن الناس من يقع في المعصية والخطأ.. ومنهم من يدرك بأنه شيطان غبي يحاول جاهداً أن يُوقعهم في الفاحشة والأفعال القبيحة. وأولئك الذين يدركون بأنه شيطان رجيم؛ سرعان ما يستعذون بالله منه؛ فيهدأون ويعودون إلى طبيعتهم ورشدهم مرة أخرى ولا يتبعوا خطواته.. لا يتبعوا خطواته لأنه يأمر بالفحشاء والمنكر والبغي.


∗ كيف تعرف الشيطان إذا أتى يوسوس إليك لكي تُشاهد الأفلام الجنسية؟!


كيف تعرفالجواب: 1.تستطيع أن تعرفه حينما تكون جالساً مع نفسك على انفارد؛ ثم يأتي إليك ويُذكرك بإحدى النظرات أو مشهد من المشاهد الخليعة التي رأيتها.. ثم تبدأ تتعمق معه في التفكير بأنه كم من متعة فيما قد رأيت.. ثم تُثار شهوتك وتبدأ تسعى نحو تلكم الأفلام لكي تُطفئ النار التي اشتعلت بداخلك برؤية الجميلات وهنّ يُمتطين.. جميلات صغار كانوا أم كبار.. كما تُحب وتشتهي!

ولكن قبل أن تُحب وتشتهي وتبدأ في المشاهدة بعدما أوقعك إبليس في شراك وسوسته؛ تذكر قوله تعالى في الغاويين أمثالك..

“فكبكبوا فيها هم والغاوون.. وجنود إبليس أجمعون”

2. وتستطيع أن تعرف الشيطان الرجيم؛ حينما تكون في حالة من الملل.. ثم يأتي ويوسوس لك بأن الخروج من حالة الملل تلك؛ إنما هو بالذهاب إلى الإباحية حيث آهات النساء وتعابير وجوههن وهنّ يستمتعن بالامتطاء من الرجال.

ولكن قبل أن تذهب بعيداً في التفكير ؛ تذكر قول إبليس لله:

“لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضاً.. ولأضلنهم و لأمنينهم و لأمرنهم..”

3. وتعرفه أيضاً حينما تكون متضايقاً؛ ثم يأتي إليك قائلاً بأنه تباً لكل شيء! وإن الأفلام الجنسية هي التي ستفُرج عنك الضيق والهم حيث المتعة فيها والإثارة.

ولكن بدلاً من الذهاب إلى الإباحية لتفريج الضيق؛ اذهب إلى الصلاة إلى ربك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصلاة تُذهب الضيق وتُريح الإنسان من الهموم..

(أرحنا بها يا بلال)

4. وتعرف الشيطان أيضاً؛ حينما تمر إحدى النساء أمامك؛ فيبدأ يوسوس إليك بأنه كم تلك المرأة جميلة! وكم أن تقسيمات جسدها مثيرة.. وكم ستكون ممتعة تحتك تلك الجميلة الجذابة.. وكم أنها شبيهة بتلك اللواتي تتمنَّ جماعهن وأكلهن! ومن ثم تُثار وتشتعل الشهوة عندك ولا ترى إلا مشاهدة الإباحية لتفريغ هذا الكمْ الهائل من النظرات والتصورات التي استقبلتها دماغك.

ولذلك قد أمرنا الله سبحانه بغض البصر لعظم الخراب الذي سيحل إن لم يغض الإنسان بصره..

“وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم.. ذلك أزكى لهم وأطهر”

5. وتستطيع أن تعرفه؛ عندما يأتي إليك ويُذكرك بـمحادثتك مع أصدقاءك عن النساء، وعن جمالهن، وعن أخبارهن وأسرارهن.. ثم تهيج نفسك لكل الكلام الذي قيل ومن ثم تنوي الذهاب نحو الإباحية لرؤية كل ما تحدثتم فيه أنت وأصدقاءك.

ولذلك قد أمرنا الله سبحانه بأن لا نتكلم فيما بيننا إلا بالحسنى؛ وإلا سيدخل الشيطان ويأمرنا فنمتثل لأمره..

“وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن.. إن الشيطان ينزغ بينهم.. إن الشيطان كان للإنسان عدواً مببيناً”

6. وتستطيع أن تعرف وسوسة الشيطان أيضاً؛ عندما يُلبس عليك الأمور في بعضها.. كأن يُلبس عليك مثلاً رؤية شيء عجيب مبهر لم تره من قبل أو تسمع به، ويُلبس رؤية ذلك الشيء مع وسوسته.. فتبدأ تتعجب من ذلك الشيء تارة، أو تُفكر فيه تارة أخرى.. ثم تمر من أمامك إحدى النساء مثلاً؛ فتأخذ تنظر إلى تلك المرأة من دون أية مقاومة منك؛ فتشتعل شهوتك. أو يجعلك الشيطان تنسى شيئاً مهماً بعدما أخذك التفكير بعيداً.

إلا أن اشتعال الشهوة أو النسيان؛ إنما هو نتيجة وسوسة الشيطان بعدما ألبس عليك الأمور في بعضها، ولذلك قد أمرنا الله سبحانه بأننا إذا ما شعرنا بالنسيان أو بالبدأ في تذكر النساء؛ أن نستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم..

“وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله.. إنه هو السميع العليم”

وأن الإنسان إذا كان من المتقين؛ فإنه سيشعر بوسوسة الشيطان بكل سهولة..

“إن الذين اتقوا إذا مسَّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون”


∗ ماذا تفعل إذا أحسست بوسوسة الشيطان؟


ماذا تفعل

الجواب:

إذا تمَّ وأحسست بوسوسة الشيطان أيها الحبيب؛ كان كل ما عليك فعله؛ هو الاستعاذ بالله منه كما علمنا سبحانه حيث قال عزَّ من قائل..

“وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله.. إنه هو السميع العليم”


وفي رحلة إسراء النبي صلى الله عليه وسلم؛ تبعه شيطان وفي يديه شُعلة من نارٍ يُريد أن يحرقه.. فقال له جبريل: أفلا أعلمك كلمات تقولهن؛ إذا قلتهن طفئت شعلته وخرَّ لفيه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى. فقال جبريل: فقل..

” أعوذ بوجه الله الكريم.. وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن برٌّ ولا فاجرٌّ.. من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها.. وشرُ ما ذرأ في الأرض، وشرُ ما يخرج منها.. ومن فتن الليل والنهار.. ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن!”



وفي مرة جاء خالد بن الوليد _رضى الله عنه_ يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يفزع من نومه.. فقال له النبي بأن ذاك شيطان يكيده.. وأن عليه إذا أوى إلى الفراش بأن يقول:

“أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعذابه وشر عباده.. ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”

ثم قال بعد ذلك؛ بأنه لم يفزع من نومه بعدما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلامات.

وتعود أيها الحبيب بأن تقول هذا الدعاء!

” اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي.. ومن شر الشيطان وشِرْكِهِ.. وأن أقترف على نفسي سوء أو أجره إلى مسلماً”

وإذا شعر أي أحد منَّا بالغضب؛ فإنه يقول كما قال النبي؛ بأنه إذا غضب أحدنا؛ فليقل..

(( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ذهب عنه غضبه ))

أو تقرأ سورة الناس..

“قل أعوذ برب الناس.. ملك الناس.. إله الناس.. من شر الوسواس الخناس.. الذي يوسوس في صدور الناس.. من الجِنة والناس”


المصدر ازهاق الاباحية

إرسال تعليق

 
Top