0

إنه مرض العصر ووباء تفشى في مجتمعاتنا الإسلامية للأسف.. إنه يدمر الشباب وحتى الأطفال والكبار.. فما هو العلاج الفعال لهذا الداء؟ دعونا نقرأ....

مع أن وسائل التواصل الاجتماعي قدّمت الكثير من الفوائد وساهمت في التواصل مع الأقارب والأهل والأصدقاء.. وسهلت الاتصال بالآخرين والتعامل معهم.. ولكن لابد من جانب خطير ربما يهمله الكثيرون.. ألا وهو العشق الإلكتروني!!

العشق الإلكتروني لا يعني فقط أن تتعرف على فتاة من خلال موقع إلكتروني وتقيم معها علاقة.. بل إن مشاهدتك وإدمانك على هذه المواقع هو أسوأ أنواع العشق الإلكتروني لهذه المواقع!! فكثرة النظر لصور الفتيات مثلاً شيء سيء جداً بل يدمر بعض خلايا الدماغ المسؤولة عن القيادة والتحكم بالعواطف!

وبسبب سهولة الوصول إلى الجنس الآخر عبر صفحته على الإنترنت.. بل الوصول إلى أعداد كبيرة في نفس الوقت، ووجود فراغ كبير لدى فئة الشباب، نشأت علاقات محرمة عن بعد، ونشأ معها الكثير من وسائل النصب والابتزاز وصولاً إلى الفضيحة الجنسية... وأشياء أخرى قد تدمر مستقبل الشاب أو البنت.. وأشياء قد تؤدي للطلاق أو الانحراف والضياع... أو الإدمان على مشاهدة المناظر الإباحية... فما هو العلاج؟

مخاطر النظرة الأولى

لقد أثبت العلماء أخيراً أن أي نظرة يقوم بها الشاب إلى فتاة جذابة فإنها تثير في دماغه إفراز هرمونات محددة، مهمتها تهيئة الجسم لعملية التزواج الطبيعية، كما يقوم القلب بضخ كميات إضافية من الدم للاستعداد للقاء الطبيعي (وهذه ظاهرة تتضح أكثر في عالم الحيوان).. ويحدث هذا الأمر خلال جزء من الثانية! لذلك فإن المشكلة تبدأ بالنظرة الأولى!

علاج سهل وفعّال

وإذا أردتُ علاجاً سهلاً وفعالاً في آنٍ معاً.. عليك بالامتناع عن النظر إلى النساء الغريبات (أي اللاتي يحلّ لك الزواج بهن). هذا الامتناع سوف يريح دماغك من إفراز هذه المواد، وسوف يريح قلبك من التفاعل مع هذا المنظر... ويجنّبك الدخول في علاقات غرامية تسبب لك المتاعب الاجتماعية والنفسية والجسدية.

خطورة وسائل التواصل الاجتماعي

إن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي سبب في زيادة حالات الطلاق، وزيادة حالات الاغتصاب، وكذلك زيادة حالات الابتزاز الجنسي!! ولذلك فإن الدخول لمثل هذه المواقع الاجتماعية يجب أن يكون بدافع الرغبة لتعلم شيء مفيد.. مثلاً البحث عن معلومات طبية أو كونية.. وعدم الدخول لأي موقع قد يجرّكَ إلى علاقة عاطفية ما.. فليس ذكاءً أن تقيم علاقة.. بل الذكاء والقوة أن تحمي نفسك من الوقوع في فخّ هذه العلاقات ومشاكلها.

ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك عملياً؟؟

وأقترح عليكم أحبتي في الله.. وللتخلص بسهولة من شرّ العشق الإلكتروني هذه الأساليب:

1- يجب أن تعلم أن ترككَ لهذه النظرة المحرمة.. هو استجابة لأمر الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].. وبالتالي فإنك ستكسب أجراً بمجرد أن تمنع نفسك من النظر إلى ما حرّم الله.

2- إن امتناعك عن النظر إلى المحرمات هو صبر على هوى النفس الأمارة بالسوء.. وهذا الصبر ليس له جزاء إلا أن يكون من الفائزين يوم القيامة!! تصور أن الله يخاطبك في هذه الآية ويقول: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) [المؤمنون: 111]... كم ستكون سعادتك في تلك اللحظة!

3- إنك عندما تترك النظر نهائياً إلى ما حرم الله، فإنك بذلك تستجيب لأمر خالقك سبحانه وتعالى الذي يقول لك: (وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40-41]. فالحياة قصيرة جداً.. ومهما نظرت أو أحببتَ فإنك ستفارق هذه الدنيا.. ولن تجد أمامك إلا عملك، فانظر كيف تعمل.

4- إن عينك التي امتنعت عن النظر لما حرم الله، لن تمسها النار يوم القيامة.. قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا ترى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفَّت عن محارم الله) [رواه الطبراني، وحسّنه الألباني]... ألا تحب أن تحجب عينك عن نار جهنم يوم القيامة؟

5- إن الامتناع عن النظرة المحرّمة يكسبك مزيداً من الإيمان تجد حلاوته في قلبك.. فهذا هو حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول لك: (إنك لن تدع شيئا لله عز وجل الا بدّلك الله به ما هو خير لك منه) [رواه أحمد]... وبالفعل كل من جرّب أو طبق هذا الحديث عوضه الله خيراً مما ترك.. فإذا كنتَ عازباً سيعوضك الله يزوجة صاحلة تقرّ بها عينك.. وإذا كنتَ متزوجاً عوضك الله بمزيد من الرضا والمحبة والسعادة ولذّة لن تجد مثيلاً لها إلا إذا تركتَ النظر إلى ما حرم الله.

 

6- إذا ما فعلت فاحشة أو نظرت إلى محرّم.. إياك أن يتسرب الشيطان ويوسوس لك بأن التوبة لن تفيدك، أو أن تستمر في المعصية وتؤجل التوبة أو تترك الصلاة أو أنك لن تستفيد من أي عمل صالح ما دمت تعصي الله... هذا هو ما يدمرك ويجعلك توغل أكثر في المحرمات... يجب عليك أن تتوب وتستغفر الله تعالى مباشرة... حتى لو تكرر الذنب آلاف المرات.. ما دمتَ تستغفر الله فلن يتركك الله أبداً، وسوف يأتي يوم تكره فيه المعصية كما تكره أن تلقى في النار..

وأخيراً يجب عليك أخي الحبيب أن تعلم أن النظر إلى ما حرم الله تعالى، هو نوع من أنواع الزنا!!! لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (العين تزني وزناها النظر) [متفق عليه].. فإذا نظرت إلى امرأة بشهوة فإن عينك زانية لأن الجسم يقوم أثناء النظر بكل ما يقوم به أثناء الزنا من إفراز لهرمونات وتدفق دم وتهيئة للجماع... ولذلك قال عليه السلام في آخر الحديث: (والفرجُ يصدق ذلك أو يكذبه).

فهل اقتنعت معي بضرورة الامتناع عن النظر إلى المحرمات، واستبداله بالنظر إلى كتاب الله تعالى والبدء بتلاوته وتدبّره؟

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

إرسال تعليق

 
Top