هذه بعض التساؤلات حول
الشفاء بالقرآن وهل يتعارض مع العلاج بالطب الحديث وما مصداقية التجارب
التي قام بها العالم الياباني على الماء...
أسئلة كثيرة تردنا عن موضوع العلاج بالقرآن، وفي هذه المقالة نرد على أهم الأسئلة التي تخطر ببال القراء، ومنها:
1- ما مدى مصداقية البحث الذي قام به العالم الياباني حول تأثر الماء بالكلام الذي يردد عليه؟
والجواب
أننا نحن المسلمون نعتقد بأن كل شيء يتأثر بكلام الله تعالى، كما قال عز
وجل عن تأثر الجبل بالقرآن، بل ضرب الله لنا هذا المثل لنتفكر فيه: (لَوْ
أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21]. وعلى هذا
الأساس نقول إن التجارب صحيحة والماء يتأثر، وأعظم أثر يحدث لترتيب جزيئات
الماء عندما نؤثر عليه بآيات من القرآن.
ونقول:
إذا أردت أن تشرب الماء أو تأكل الطعام فلابد من ذكر الله تعالى، ويفضل أن
تقرأ آية الكرسي أو الفاتحة أو المعوذتين أو سورة الإخلاص، ويفضَّل
التنويع في القراءة في كل مرة. وقد جرَّبتُ هذه الطريقة وأصبحت عادة عندي
وقد وجدتُ أن لها أثراً في زيادة مناعة الجسم.
2- هل يتأثر الماء بكلام الملحد ولو كان قرآناً؟ وهل أعلن العالم الياباني إسلامه؟
طبعاً
العالم الياباني لم يعلن إسلامه بعد ولو أنه يحترم الإسلام كثيراً وجاء
إلى ندوة علمية عقدت في المملكة العربية السعودية ووجد أن ماء زمزم يتميز
بخصائص ينفرد بها على أي نوع من أنواع المياه في العالم. أما كلام الله
تعالى فأعتقد أنه لو خرج من فم ملحد فإن أثره يبقى ولكن بنسبة أقل، لأن
الملحد لا يفقه شيئاً من هذا الكلام ولا يعقله، ولذلك يكون تأثير الآيات
التي يتلوها الملحد ضعيفاً.
أما
الآيات التي يتلوها المؤمن فإن أثرها الشفائي يكون كبيراً بسبب الترددات
الصوتية المميزة لهذا المؤمن، فالذي تعود على تلاوة القرآن والتفكر في آيات
الخالق جل جلاله، يكون صوته مختلفاً عن الكافر أو غير المسلم الذي لم
يتأثر بكلام الله. أي أن التأثر بكلام الله ضروري جداً في العلاج والشفاء،
لتكون القراءة مؤثرة على المريض.
وتجدر
الإشارة إلى أن بعض الباحثين المسلمين وغير المسلمين شكك في نتائج إموتو
ومنهم من اعتبره "دجالاً"، وعلى كل حال نحن المسلمون نعتقد أن الماء يتأثر
بكلام خالقه، وأن كل شيء يسبح بحمد الله، فلو جاء باحث ملحد وردد نفس
الكلام فقال إن الجمادات لها طريقة خاصة في الكلام أو التسبيح، فنحن نعتقد
بصحة هذا الكلام، ولو شكك العلماء في مصداقية الباحث، لأن منهجنا في
الإعجاز العلمي أننا نصدق أي شيء يتفق مع الكتاب والسنة المطهرة، ونكذب أي
معلومة تناقض الكتاب والسنة. لأن القرآن والسنة هما الأساس والعلم تابع
لهما، والله أعلم.
3- ما هو المرجع العلمي الذي يثبت أن بعض الآيات القرآنية تشفي من أمراض فيروسية أو سرطانية؟
الحقيقة
لا يوجد بحث علمي واحد حتى الآن بسبب تقصير علماء المسلمين، فعلماء الغرب
لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة في حقول العلم إلا وبحثوا فيها وأجروا التجارب
عليها، على عكس علماء المسلمين، الذين اقتصرت دعوتهم على القصص والأحكام
الفقهية والعبادات والأخلاق. لذلك هناك تجارب شخصية تؤكد أن بعض الآيات
القرآنية تشفي من أمراض مستعصية مثل الإيدز والسرطان وغيرهما. وربما من أهم
الآيات في العلاج سورة الفاتحة وآية الكرسي وأواخر البقرة والإخلاص
والمعوذتين.
باختصار
نقول إن العلاج بالقرآن هو اجتهادات شخصية ولم يصل إلى مرحلة البحث العلمي
والتجربة والبرهان، ونحن في أبحاثنا نسعى إلى وضع الأساس العلمي لهذا
العلم الناشئ.
4- لماذا نقرأ القرآن على المرض ولا يتم الشفاء سريعاً؟
العلاج
بالقرآن ليس حبّة دواء يمكن لأي واحد أن يتناولها كدواء؟ إن العلاج
بالقرآن أكبر بكثير من هذا الأمر، فالعلاج بالقرآن هو الالتزام بتعاليم
القرآن والاستجابة لأمر الله وترك ما حرَّم الله، وأن يكون جسدك على طهارة
دائمة، وأن تحافظ على الصلاة وتتصدق وتفعل الخيرات وتدعو الله وتحسن إلى
الناس ووو... كل هذا هو جزء من العلاج بالقرآن، فإذا لم تأتمر بما أمرك
الله وتنتهي عما نهاك عنه ولم تتذكر الله فكيف ستنتفع بكلام الله؟
5- هل هناك تناقض بين العلاج بالقرآن والعلاج بالطب الحديث؟
أقول
يا أحبتي إن العلاج بالدواء الكيميائي هو جزء من العلاج بالقرآن والسنة!!
فقد أمرنا النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن نتداوى بل ونبحث عن الدواء
في خلق الله (العسل والزيوت والأعشاب والمواد الكيميائية) أو في كلام الله
(آيات وسور القرآن والأدعية الصحيحة والرقية الشرعية)، فالنبي يقول: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزَّ وجلَّ) [صحيح مسلم]. ويقول أيضاً: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء) [صحيح البخاري]. وفي رواية ثانية: (عَلِمَهُ مَن علمه و جَهِلهُ مَن جهله) [أخرجه النسائي]، وقال أيضاً: (تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً الهرم) [أخرجه أحمد]. وفي رواية أخرى: (إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام).
فهذه
الأحاديث تدل على اهتمام المصطفى صلى الله عليه وسلم بصحتنا، فهو يريد لنا
الخير والسلامة في الدنيا والآخرة، لذلك أقول: يمكن للمؤمن أن يستعين بأي
وسيلة طبية لعلاج نفسه، ولكن ينبغي أن يعلم أن الشفاء بيد الله تعالى، وأن
الله اختار له هذا المرض ليطهره، فأي شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة فإن الله
يعطيه من الأجر على قدر صبره.
ملاحظة:
إن
القراءة على الطعام أو الماء بهدف الشفاء ونية البركة والرقية فهذا الأمر
جائز، مع أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يأمر بأن نقول (بسم الله) في أول الطعام وأن نقول (الحمد لله) في آخره، ومن نسي فليقل (بسم الله أوله وآخره)،
وهذه سنة نبوية في الطعام والشراب، ومع ذلك فالإكثار من ذكر الله فيه خير
عظيم وبخاصة إذا كان بنية الاستشفاء بكلام الله ، والله أعلم.
إرسال تعليق