0

نجيب عن هذا التساؤل الذي يردنا أحياناً حول موضوع الإعجاز العددي، فكثير من إخوتنا الأفاضل لم يتقبَّلوا بعد هذا العلم، فهل سيأتي ذلك اليوم الذي يصبح الإعجاز العددي من أهم علوم القرآن؟...

هذا سؤال وردنا من أحد الإخوة يقول فيه: الرجاء الإجابة على سؤالي بوضوح ماذا يعني الإعجاز العددي والطريقة الغريبة في وضع الأرقام بجانب بعضها؟ أين يدرس هذا العلم؟ ماذا يسمى؟ من أسسه؟ ما هي أسسه؟ من يستعمله؟ ما هي أهدافه؟ هل القرآن بحاجة له؟ هل هناك مراجع عنه؟

والجواب نلخصه في نقاط محددة:

1- الإعجاز العددي هو علم ناشئ لا يزال ينمو ويكبر ولكن ببطء! فقد نشأ نتيجة ملاحظات الباحثين عندما وجدوا أن كلمات القرآن تتكرر بطريقة غريبة وملفتة للانتباه، فمثلاً كلمة (الدنيا) تتكرر 115 مرة والكلمة التي تعاكسها في المعنى وهي (الآخرة) تتكرر 115 مرة أيضاً! فمثل هذه الملاحظة لا يمكن أن تمر عبثاً، بل لابد من البحث والتدقيق، وهذا ما أدى لاكتشاف المزيد من التناسقات العددية.

فكلمة (عيسى) تتكرر 25 مرة في القرآن، وكلمة (آدم) تتكرر 25 مرة أيضاً، والعجيب أن الله تعالى أشار إلى تماثل خلق هذين النبيين بقوله: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]. وهذا التماثل لا يمكن أن يأتي بالمصادفة!

وهكذا تعمق الباحثون أكثر فوجدوا الكثير من التوافقات العددية الغريبة، فمثلاً كلمة (الملائكة) تكررت 68 مرة، وكلمة (الشيطان) تكررت 68 مرة... كلمة (الشهر) تتكرر 12 مرة بعدد أشهر السنة، وكلمة (اليوم) تتكرر 365 مرة بعدد أيام السنة... وهكذا.

2- إن الطريقة الجديدة التي كشف عنها البحث هي طريقة صف الأعداد بجانب بعضها، وهي طريقة رياضية علمية صحيحة، ومعقدة وموجودة في القرآن وقد شاء الله أن نكتشفها في هذا العصر لتكون دليلاً مادياً ملموساً على صدق هذا القرآن، واستحالة الإتيان بمثله.

ومحور هذه الطريقة هو الرقم سبعة، وهذا الرقم له دلالات كثيرة في الكون والقرآن والحديث النبوي الشريف. فعدد السموات سبع وعدد أيام الأسبوع سبعة، وعدد أبواب جهنم سبعة، وعدد مرات الطواف حول الكعبة سبع... وهكذا.

وملخص هذه الطريقة يقول إننا عندما نضع أرقام القرآن بجانب بعضها وحسب تسلسلها في القرآن، فإنها تشكل أعداداً من مضاعفات الرقم سبعة دائماً!!! فمثلاً أول سورة في القرآن رقمها 1 وآخر سورة في القرآن رقمها 114 ومصفوف هذين الرقمين هو 1-114 أي 1141 وهذا العدد من مضاعفات السبعة (أي يقبل القسمة على سبعة من دون باق):

1141 = 7 × 163

وأول آية في القرآن هي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة كما رُسمت سوف نجد:

بِسْمِ (3 حروف) اللَّهِ (4 حروف) الرَّحْمَنِ (6 حروف) الرَّحِيمِ (6 حروف)

عندما نقوم بصف حروف كل كلمة نجد العدد: 3 – 4 – 6 – 6 أي 6643 وهذا العدد من مضاعفات السبعة، أي:

6643 = 7 × 949

وبسبب وجود هذا القانون الرياضي في القرآن (مضاعفات الرقم سبعة) فقد تمَّ تأليف موسوعة في الإعجاز الرقمي تحوي أكثر من 700 مثال رقمي تثبت بدون أدنى شك وجود هذا النظام المحكم الذي يشهد على قدرة منزل القرآن عز وجل.

3- الإعجاز العددي علم جديد ولم يتم اعتماده بعد من قبل المشايخ والعلماء، ويحتاج لمزيد من البحث وبنظري فإن القرن الحادي والعشرين الذي نعيشه سيكون قرن الإعجاز العددي إن شاء الله. فالمشككون يسوقون الحجج الواهية ليشوهوا صورة الإسلام، وهناك من المسلمين من يرتد عن دينه اليوم، بسبب ضعف إيمانهم وعدم وجود حجة قوية لديهم تثبتهم على الحق.

ولذلك فإن أهمية الإعجاز الرقمي تنبع من أنه علم قادر على إثبات أن القرآن كتاب الله، وعلم يعطي الأدلة الرياضية المحسوسة على أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل سورة من القرآن، لأن أدباء العصر لا يمكنهم تأليف كتاب محكم لغوياً بحيث تأتي جميع كلماته وحروفه بأعداد محسوبة ومن مضاعفات الرقم سبعة، إن النظام الرقمي للقرآن سيرد على المشككين والملحدين، ويكون سلاحاً قوياً بيد المؤمنين في هذا العصر!

4- أما "هل القرآن بحاجة له" فلست أنا ولا أنت ولا أحد من البشر يحدد ويقرر ما يحتاجه كتاب الله تعالى! فالكتاب كتاب الله وهو أعلم به وأعلم بمعجزاته، ولا يجوز لنا أن نتجرّأ على كتاب الله فنحدد ما يحتاجه أو لا يحتاجه، ولا ينبغي لنا أن نقرر مسبقاً أن القرآن لا يحوي إعجازاً عددياً. فعقولنا أصغر بكثير من أن تحيط بعلم الله! فقد يحوي هذا الكتاب من العلوم والأسرار ما يعجز عنه علماء الرياضيات والفلك والفيزياء، وكل علماء الدنيا. وهذا ما أعتقده كمسلم أحبَّ كتاب ربه.

5- ويبقى الهدف من علم الإعجاز العددي إثبات أن القرآن كتاب الله وأنه لم يُحرَّف وأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله، وبعبارة أخرى يهدف الإعجاز العددي لإثبات صدق هذه الآية العظيمة: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88]. فإذا ما جاء أحد الملحدين أو المشككين وطلب منا أن نثبت له أنه لا يمكن الإتيان بمثل القرآن، فبدلاً من أن نقف صامتين، نخبره عن معجزات القرآن العددية وبخاصة النظام الرقمي السباعي... أتصور أننا عندما نرد بطريقة علمية أفضل بكثير من أن نسب أو نشتم من يُنكر القرآن!

6- بالنسبة لبقية الأسئلة: من الذي يستعمل هذا العلم ... وأين يدرَّس وما هي مراجعه وأسسه وماذا يسمَّى... كل هذا يمكن التوسع فيه من خلال الكتاب الرائع الذي أصدرته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وكان بعنوان: "إشراقات الرقم سبعة"، والذي أنصح الجميع بقراءته.

7- وأخيراً فإنه لا يوجد مؤسس لهذا العلم بعد، لأن الباحثين يقومون بمحاولات محمودة، منهم من أخطأ، ومنهم من انحرف وغرَّته الشهرة والدنيا، ومنهم من أصاب... نسأل الله تعالى أن نكون من هذا النوع!

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

إرسال تعليق

 
Top