السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قال الله تعالى في الاية 30 من سورة البقرة :{وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون }.
الناس يشتكون من الدنيا،ويقولون انهم فقدو اناسا عزيزين عليهم،سواء كان ذلك بسبب المجاعات، الزلازل، الفيضانات و الشح، اوالقهر و الحروب، و البراكين، والصواعق، هذه الكوارث التي خلقها الله تعالى ابتلاء لاختبار صبر وقوة ايمان المسلم ولكن للاسف هناك نسبة مهمة من البشر ضعيفي الايمان تؤذي بهم هذه المشاكل الى الكفر بالله،او انكار وجوده.لكن الاشياء السيئة لا تحدث لان الله شرير،فالله بالتأكيد ليس بشرير،فكيف له ان يكون شريرا وهو الذي خلق المحبة والمودة وكل شيئ جميل في هذا الكون البديع،اذا لما تحدث الاشياء السيئة؟
بطبيعة الحال نحن لا نعلم الكثير من الاشياء،فكل العلوم التي توصلنا اليها كانت باذن الله تعالى، وخصوصا في مسألة الحكمة من خلقنا،هذا السؤال الذي اثار فضول الملائكة فقالوا لرب العزة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون،وبالطبع الله خلقنا من أجل عبادته وشكره وذكره ، والقيام بما أمرنا به سبحانه ليس له بل لاجلنا،فهو غني عنا..ولنعود لسؤالنا لما تحدث الاشياء السيئة؟ فهذه بعض من الاجوبة التي توصل اليها بنو البشر:
اولا:
هذا العالم هو اختبار،وفي الطريق ستلقى عوائق،وستلقى امورا صعبة ولكن الله يقول انه معك في المشاق التي تحتملها..اذا استطعنا فهم هذا،فاننا وصلنا الى طريق يمكننا من فهم هذه المسألة التي دفعت الكثير من الناس بعيدا عن الايمان وكمثال: تخيل معي سيارة لماذا صنعت ؟ من أجل أن تسير بنا اليس كذلك؟اذن فما بال الشركة الصانعة قد زودتها بالمكابح أليست هذه تتناقض مع حركتها ؟ إن استعمال المكابح ضروري لسلامتها، صنعت لتسير والمكبح يوقفها ولكنه يوقفها في الوقت المناسب من أجل أن لا تدمر صاحبها، فكما أن الله سبحانه وتعالى خلقنا ليسعدنا من أجل هذه السعادة بالذات خلق الله عز وجل المصائب، لمهمة ثانية تاه الإنسان عنها وضلَّ و تلهى بالدنيا فتأتي المصائب لتذكره بالمهمة الكبرى التي خلق من أجلها،.ثانيا:
ان هذه المشاق التي احتملها انسان،لن يضيع اجرها.وسترى عند يوم الحساب صبرك وتحملك،وان الله سيكافئك على نحو واسع،كما قال الله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }...فالسوء الذي يلقاه الناس او المعاناة التي يقاسونها هي معاناة مؤقتة.فكر بها على انها كوابيس،عند الاستيقاظ لن تجد شيئا..لقد انتهت بالكامل فهي مؤقتة..كذلك العالم هو اختبار،وبما انه كذلك فانك ستواجه عقبات،وسيكون هناك الاذى والالم.ولكن في النهاية ستكون هنالك مكافأة عظيمة للذين تألموا..في الواقع الشخص الذي عانى جدا في هذا العالم،عندما سيرى الجنة ويدخلها سيقول{ما اصابني قط ضر ولا بلاء} وهذا هو الشخص الذي عانى كثيرا عندما كان في هذا العالم،لذا اي صعوبات او معاناة او اي كوارث تواجهها ومحبوبييك الذين فقدتهم،ستكون تجربة تمر مرور الكرام..هذابالاضافة الى ان الله اعطى الناس حرية الاختيار، بين الصواب والخطأ.والذي حتما يعني ان اختيار فعل الشر هو الشر وليس خلق الله له.،الله سيخلق الانسان بغض النظر عن كونه شرير ،لكن لا يعني ان الله مسرور بهذا الاختيار،و لا يعني ان الله راض عنه.ولكن لان الله اعطاه ذلك الاختيار،خلق واعطى ذلك الخيار،هل انت صالح ام طالح؟ فطبيعتك تحدد افعالك،فان كنت سيئا وفعلت فعلا مذموما فستحاسب على فعلك ومع ذلك لا يعني بانه لا توجد غاية او حكمة للواقعة التي حدثث...فربما فعل سيئة يجعلك تائبا ومؤمنا في حياتك كلها،لكنه ليس شرطا فانما كثرة السيئات تعمي القلوب.اخيرا:
قال عالم ذات مرة اننا كنملة على سجادة ضخمة..النملة لا تستطيع رؤية كامل السجادة. لكن الله لديه كامل القدرة على النظر في العواقب والحكم و نرى ذلك احيانا عندما تحدث الكوارث،الكوارث احيانا تجلب احسن ما يمكن ان يفعله الناس.نرى الناس يتدفقون للمراكز حيث يتبرعون بوقتهم واموالهم ويريدون ان يساعدو الضعيف والفقير.نحن لا نفهم العلم ولا نملك معلومات كل شيئ،هذا شيئ اريد ان اترككم مع حقيقة ان الله يحب خلقه وان الشخص الذي يتحمل المعاناة التي تحدث في هذا العالم بصبر سيكافأ على نحو كبير في الأخرة.هذا جزء من الاختبار الذي اعطاه الله لخلقه،فلنحسن عملنا لتكون النتيجة كما نتمناها.اذا كنت تعتقد ان الله شرير!فاتمنى ان تغير وجهة نظرك بعد هذا الموضوع.
إرسال تعليق