أسبغ الله عز وجل على الإنسان النعم الوفيرة والمتنوعة وهو الذي خلق الإنسان هذا الكائن العجيب الذي خلقه الله في أحسن صورة ونفخ فيه من روحه وسخر له كل ما في الكون لخدمته ومهد له الأرض وجعلها قابلة للحياة بما فيها من جبال وأنهار وبحار ومحيطات وقدر له الرزق وارسل له الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين من أجل هدايته إلي الحق والصراط المستقيم، قال تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"(المائدة:3) . ويقول: "فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون"(البقرة:150).
ولقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم عن بعض النعم التى وهبها الله لعباده في أنفسهم وفي الكون من حولهم، قال تعالى:" " قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون " [الملك : 23] ، وفي الكون من حولهم قال الله عز وجل : " الذي جعل لكم الأرض مهداً وجعل لكم فيها سبلاً لعلكم تهتدون – والذي نزَّل من السماءِ ماء بقدرٍ فأنشرنا به بلدةً مَّيتاً كذلك تخرجون – والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون – لتستووا على ظهوره ثمَّ تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه " [ الزخرف : 10-13 ] .
ومن نعم الله تبارك وتعالى على عباده خلق الشمس والقمر لينتفع الناس بنورهم وخلق الأنعام كالجمال والأبقار والأغنام لينتفع الإنسان بلحومها وجلودها واوبارها ومن النباتات أشجار يستظل بها من الحر لكي يؤدي الوظيفة التي خلق من أجلها وهي عبادة الله تعالى الذي خلق كل ما في هذا الكون قبل أن يخلق الإنسان تكريماً له عن سائر المخلوقات التي خلقها الله عز وجل.
ومن النعم التي لايشعر بها الإنسان نعمة الصحة والعافية وسلامة الجسد من الأمراض وهي من النعم التي لا يقدرها الكثير من الناس الذين لايعرفون قيمة هذة النعم وعلي الإنسان أن ينظر إلي من ابتلاهم الله ليعرف قدر نعمة الصحة ، ويجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمة العافية لكي يديم هذا النعمة عليه، وكان النبي محمد صلى الله عليه يسأل الله العافية في الدنيا والآخرة والعافية فى الجسد وسلامته من الأمراض فعن أبي بكر قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم بكى فقال "سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .
ولقد دعنا الله تعالي في كثير من المواطن في القرآن الكريم إلى أداء شكر هذة النعم التي وهبها للإنسان والتي تدل علي معجزات الله في خلقه وعظمة رحمته بالإنسان والتدبر والتأمل في خلق الكون وخلق نفسه فهى من العبادات التي يحبها الله عز وجل.
إرسال تعليق