هذا الكتاب من أعجب ما أنجب الفكر الإسلامي عبر قرون من الزمن، وإن أعجب ما
يمكن أن تقرأه عن القرآن سوف تجده بين دفّتي هذا الكتاب الذي ينقل الحديث
عن الأرقام والأعداد في القرآن، من مستوى اللطائف إلى مستوى المعجزة، وبذلك
يأتي هذا الكتاب تثبيتًا للمؤمنين على إيمانهم، في زمن كثرت فيه الفتن
وتعدّدت، ودعوة لغير المسلمين، الذين فقدوا الثقة بمعتقداتهم، إلى سبيل
اللَّه ودينه الحق وكتابه العزيز.
هذا الكتاب يجمع بين الأرقام والقرآن برابط إعجازي مدهش يذيب القلوب ويخلب
الألباب؛ ولا يملك المسلم أمام جلاله إلا أن يردِّد بسويداء فؤاده قبل
لسانه "سبحان اللَّه". أما غير المسلم فلا يملك أمامه إلا الاستسلام
والاعتراف بأنَّ هذا القرآن، ليس بقول بشرٍ، وإنَّما هو من عند عالم السر
في السماوات والأرض.
فهنيئًا لك أيتها الأرقام فقد خصَّك اللَّه بميزة لم تتوافر لسواك؛ إذ أودع
سبحانه وتعالى فيك أسرارًا عظيمة ظللت عبْرها، ومن وراء أسوار بلاغة الصمت
تُسبّحين بحمده وتقدسينه، وتتحدَّثين عن عظمة كتابه طوال قرون من الزمن.
فكم ظلمك العقل البشري وأنت تكتمين أسرارًا عجيبة يكشف البوح بها عن عظمة
هذا القرآن، حتى جاء عصرك (العصر الرقمي)، فقيّض اللَّه سبحانه وتعالى لك
من يفكّ أسرارك الدفينة، ويكسر أغلالك العتيقة ويتبيّن لغتك الفصيحة،
ويصوغها في كلمات سهلة المباني، وعميقة المعاني لتحدّثي الناس من خلالها عن
عجائب نظم كتابه العزيز.
وهنيئًا لك أنت أيها القارئ الكريم، بما سوف تقرؤه في هذا الكتاب الذي يضم
بين دفتيه ما لم يضمّه أي كتاب من قبل، ويقدِّم القرآن كما لم يقدّمه أي
كتاب آخر.. يقدمه من خلال نسيجه الرقمي المُذهل، وعبر رؤية علمية راسخة
تنسجم مع روح العصر.. يقدمه بالحجّة البالغة والبرهان الراسخ والعقل،
والمنطق الرصين الذي لا يقبل المغالطة أو الجدل؛ لذا فلتستعد بعد هذا
الكتاب لأن تقرأ القرآن كما لم تقرأه من قبل.
ومع هذا الكتاب، وما يحمله من حقائق رقمية باهرة، وثوابت علمية راسخة، فلن
يكذِّب بعد اليوم بهذا القرآن إلا مُكابر، فالأمر أصبح جليًّا بيِّنًا
واضحًا والناس منه فريقان.. مؤمن وكافر، مؤمن بهذا القرآن العظيم ويزيده
منطق هذا الكتاب إيمانًا على إيمانه وإعجابًا بكتاب ربه، ومكابر كافر بهذا
القرآن، أفحمته عجائب هذا الكتاب، ولكن أخذته العزة بالإثم فتمادى في كفره
وعناده، فسيزيده حسرة ويكون عليه حُجَّة يوم القيامة. أما فسطاط الريبة
والشكّ فلن يبقى فيه بعد المنطق الذي يحمله هذا الكتاب إلا من لا عقل له.
هذا الكتاب لا يحمل آراءً، وإنما يعرض حقائق راسخة، ونتائج استقرائية
واضحة، فيها الدليل العلمي الحاسم بأن هذا القرآن هو من عند اللَّه عزّ
وجلّ، وفيها أقرب الطرق لإقناع المشكِّكين في القرآن العظيم وفي مصدره أو
في حفظه.. نظم قرآني عجيب تحتار العقول وهي تتأمّله، ومنطق رقميّ رصين
يُخرس ألسنة الباطل. هذا الكتاب لعامّة الناس، كما أنه لخواصهم، أصحاب
العقول المستنيرة من العلماء، وطلبة العلم والحاملين لواء الدعوة إلى
اللَّه وكتابه العزيز.. للمؤمنين بهذا القرآن، وللمشكِّكين فيه، وللباحثين
عن الحقيقة بصدق وتجرُّد.
هذا الكتاب يطرح بإذن اللَّه منطقًا جديدًا للدعوة إلى سبيل اللَّه.. ويفتح
بإذن اللَّه بابًا جديدًا للهداية لم يألفه الناس من قبل.. ويفسح بإذن
اللَّه ميدانًا جديدًا للتحدِّي هو أوسع الميادين وأعجبها على الإطلاق.
نقدمه هدية إلى البشرية، والفضل والمنّة من قبلُ ومن بعدُ للَّه وحده
سبحانه وتعالى.. وليس لأحد غيره.
إرسال تعليق