حارب الجوع وقصصه المأساوية بدلاً مشاهدة الفروج وهي تُنتهك
يا حبيبُ!
في الثواني التي تقرأ فيها هذا الكلام؛
فإنه قد مات ما يزيد عن 10 أشخاص من شدة الجوع.. شدة الجوع الذي يقتل في كل
ثانية واحد منا نحن البشر.. وفي كل يوم 100 مائة ألف.. وفي غضون سنة يكون
قد مات 36 مليون من الإنسانية بسبب الجوع.. 36 مليون إنسان منهم 6 مليون
طفل! فبدلاً من مشاهدة العراة والزناة؛ حاول أن تجد طريقة وساعد بها من
يتضورون من الجوع ولا يجدون ما يأكلون.
وفي عام 1993 وفي إحدى المجاعات
الشهيرة.. كانت هناك طفلة صغيرة تجثو على الأرض زاحفة نحو إحدى مراكز توزيع
الطعام.. ثم توقفت عن الزحف لوهلة من شدة الجوع والإعياء ووضعت رأسها بين
يديها على الأرض. وفي هذه الأثناء هبط نسر بالقرب من تلك الطفلة ينتظر
موتها حتى ينقض على جثتها.
والمصور
الذي التقط الصورة التي تحكي هذه القصة المأساوية والتي أثارت ضجة كبيرة
_ثم خمدت كالعادة_؛ قام بالانتحار بعدها بعام واحد من هول ما رأى من
المصائب من خلال وظيفة التصوير التي كان يعمل فيها.. وكان من ضمن رسالة
انتحاره ما يلي:
“أنا
حقاً حقاً آسف! لكن ألم الحياة يفوق متعتها بكثير.. لدرجة أن المتعة أصبحت
غير موجودة. أنا مكتئب.. بدون هاتف.. بدون مال لدفع الإيجار.. بدون مال
لإعالة الأطفال.. وبدون مال لتسديد الديون.. بدون أي مال!! تطاردني ذكريات
حية من عمليات الغضب والقتل والجثث… ذكريات لأطفال يتضورون جوعاً..”
يا حبيب!
هناك الكثير من الناس قد أنحفهم الجوع
وأضعفهم ولا يعرفون متى سيأكلون.. فحاول أن تمنَّ عليهم وتساعدهم بما
استطعت من أجل الله.. حاول أن تساعدهم واملئ الفراغ الذي تعيش فيه.. املئ
فراغك بما يساعد الناس بدلاً من جلوسك وتصفحك التعري والإباحية واستمتاعك
بالفروج وهي تُنتهك.
ساعد الفقراء والمساكين خير لك من مشاهدة الإباحية!
يحكي
أحد سكان إحدى الأحياء الفقيرة قائلاً:”عندي خمسة أبناء بالغين.. أولاد
وبنات.. وهؤلاء الخمسة يعيشون معي أنا وأمهم في غرفة واحدة من هذه الغرف
التي ترونها أمامكم في هذا البيت.. البيت كما ترون! مجموعة من المساكن
المكونة من طابقين عبارة عن غرف متجاورة.. والحالة كما ترون أيضاً! لا يوجد
حتى في هذه الغرفة مرحاض؛ بل المراحيض مشتركة مع باقي الغرف في الخارج”
يا حبيب!
هناك الكثير من الفقراء على مستوى العالم
يحتاجون منك أن تمن عليهم وتساعدهم.. يحتاجون منك أن تمن عليهم؛ فحاول أن
تساعدهم بما تستطيع.. حاول أن تجد أي طريقة تساعدهم بها بدلاً من الجلوس
ومشاهدة الإباحية.
كيف تساعد الفقراء والجوعى؟
1-كُن
من القليل وساعد الفقراء والمساكين بالمال إن كنت من أصحاب الأموال.. ولا
تخف على مالك؛ لأن الله سوف يخلف عليك ما أنفقته أضعافاً!
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
“ما
يُسرني أن عندي مثل(جبل) أحد هذا ذهباً تمضي علي ثالثة (ليالي) وعندي منه
دينار (واحد).. إلا شيئا أرصده لدين.. إلا أن أقول به (أوزعه) في عباد
الله هكذا وهكذا وهكذا”
وأشار عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ثم مشى فقال :
“إن
الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة.. إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه
وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم (أي قام بتوزيع ماله هكذا وهكذا وهكذا عن
يمينه وشماله وخلفه)”
ومرة سمع أحد الصحابة وهو أبو طلحة قوله تعالى “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” فقال أبو طلحة:
_
“يا رسول اللّه! إن اللّه يقول “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”..
وإنّ أحب أموالي إليّ بير حاء (بئر ماء اسمها حاء).. وإنها صدقة للّه أرجو
بها برها وذخرها عند اللّه تعالى.. فضعها يا رسول اللّه حيث أراك اللّه”
فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :
_ “بخٍ بخٍ (النبي أرضه وأعجبه ما صنعه أبو طلحة).. ذاك مال رابح.. ذاك مال رابح.. وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين”
فقال أبو طلحة:
_أفعل يا رسول اللّه.. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
2-
إن لم تكن من أصحاب المال؛ فحاول أن تساعد الفقراء والمساكين بمجهودك..
فحاول مثلاً أن تنشر قصصهم وقضيتهم.. وما أسهل نشر قصص الفقراء والمساكين
واليتامى ومحاولة تقديم المساعدة لهم.. وسيكون لك أجر لا يقل عن أجر
المساعدة بالمال.. وإلا فاسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“من دلَّ على خير؛ فله مثل أجر فاعله”
أو قوله أيضاً:
“من دعا إلى هدى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً”
3- حاول أن تنضم
إلى إحدى الجمعيات الخيرية وقُم بمساعدة الناس البائسة.. واعلم أن
المساكين واليتامى والفقراء في أشد الحاجة لمن يُساعدهم ويمن عليهم بالكلمة
الطيبة حتى.
إرسال تعليق