0

إعداد - سماح محمد :

على بعد 7 كيلو متر شرق العاصمة الأردنية عمان يقع كهف الرقيم أو ما سمي بالعامية (الرجيب) شرق منطقة ابو علند، الذي اكتشف عام 1963م على يد عالم الآثار الأردني رفيق وفا الدجاني ويقع كهف الرجيب ضمن مقبرة بيزنطية حفرت قبورها في منطقة أبوعلندا في سفح جبل يُفتح مدخله على قاعة مركزية تتفرع عنها ثلاثة محاريب مسقوفة بعقود في حين توجد سبعة مدافن حجرية في الكوتين الشرقية والغربية مزينة بزخارف هندسية ونباتية.

ويضم الموقع مسجدين قديمين يقع الأول فوق الكهف مباشرة فيما يقع الثاني في الساحة الأمامية للكهف الذي كشف عنه بحفريات أثرية في الموقع عام 1963،ظهر في الكهف ثمانية قبور وبالقرب من باب الكهف تم العثور على جمجمة كلب "الفك العلوي فقط" وكان حارسهم،كما أن الدلائل التي وجدت في الموقع تشير أن أصحاب الكهف سبعة من بينهم الراعي وثامنهم كلبهم ،وقد دفن الكلب على عتبة الباب حيث كان يحرس ،ولم يدفن في القبر الثامن ولا نعلم بعد لمن القبر الثامن.

قصة أهل الكهف:

كان هناك قرية يحكمها ملك ظالم كافر، وضلّ أهلها عن الصراط المستقيم، فعبدوا آلهة مزعومة، وآذوا كل من يخالفهم ويكفر بها، ومع ذلك فقد حَفظَ الله دينه رغم أنوفهم، فظهرت ثلة قليلة من الشباب التي وقفت في وجه الطغيان، وأنكرت عليهم كفرهم، وطلبوا منهم إثبات صحة قولهم وزعمهم، ولكن دون فائدة؛ فقرروا الفرار بدينهم والنجاة بأنفسهم، واللجوء إلى مكان آمن يتعبدوا الله فيه، ولحق بهم كلبهم، فألهمهم الله عزّ وجل اللجوء إلى الكهف.

جلس الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على بابه ليحرسهم، وهنا وقعت آية من آيات الله عز وجل، فقد نام الفتية نوماً عميقاً، وكذلك كلبهم، وغطوّا في سبات عميق، ولكن ليس نوماً طبيعياً، بضع ساعات، بل عدداً من السنين، فقد لبثوا في الكهف نائمين ثلاثمائة عام، وازدادوا تسعة، وفي هذه الأثناء تولى الله عزّ وجل أمرهم أيضاً، فقد كانت تشرق الشمس وتغيب، دون أن تصيبهم أشعتها أو تضر بهم، ومن رحمته أن جعل أجسادهم تتقلب باستمرار، كي لا تهترئ وتتلف، وبعد انقضاء هذه المدة، استيقظوا من نومهم، وأخذوا يسألون بعضهم البعض كم لبثوا نائمين، فقالوا يوماً أو بعض يوم، ولم يشعروا بطول المدة.

أحس الفتية بالجوع، فاختاروا واحداً منهم ليذهب إلى المدينة لإحضار الطعام، وأوصوه بالحذر الشديد، والتخفي قدر الإمكان، فلما ذهب فوجئ بما رآه، فالمدينة قد تغيرت، وكذلك الناس واللباس، فقد أهلك الله من سبق، وأبدلهم بأناس مؤمنين، وحاكم صالح، فاشترى الطعام من أحد الباعة، ودفع إليه بالنقود، فتعجب البائع من لباسه الغريب، ومن شكل النقود، فهي ليست نقودهم، فذهب به إلى السلطان.

كشف الله عزّ وجلّ للناس أمرهم وقصتهم، وجعلها آية دالة على وجوده، وقدرته على البعث، وإحياء الموتى، ففرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين، فقرر الملك والناس الذهاب معه لرؤية الكهف وبقية الفتية، ولكن حكمة الله اقتضت أن أمات الفتية جميعهم في تلك اللحظة، فاختلف الناس في أمرهم وماذا يصنعون بهم، فاستقر الأمر على أن يبنوا فوقهم مسجداً، تكريماً لهم.

المصدر مواقع مصروي













إرسال تعليق

 
Top