0

إنها النظرية الأكثر جدلية عبر التاريخ، والتي رفضها العلماء من المؤمنين ولكن معظم العلماء المعاصرين مقتنعون بصدقها.. فماذا وصل العلم الحديث حتى الآن؟ دعونا نرى....

حتى هذه اللحظة لم يتمكن احد من علماء التطور أن يأتي بدليل واحد على صدق هذه النظرية! وكل ما كشفه العلماء حتى الآن هو رؤية تطور الفيروسات من خلال المجهر.. وتحولها من شكل لآخر.. ولكنها تبقى فيروسات.. ولا تتحول إلى كائن آخر أبداً..

التطور يمكن أن يغير شكل الطيور وحجم مناقيرها وألوان ريشها وشكل الذيل وطول الأرجل ووووو... ولكنها في النهاية تبقى طيوراً ولا تتحول إلى ثعابين مثلاً!!

يمكن رؤية تطور حدث على البشر من خلال تغيير العادات والنظام الغذائي فغيّر متوسط عمر الإنسان ومتوسط الطول... وتطور آخر حصل نتيجة تأثير البيئة أو درجات الحرارة فغيّر لون البشرة وغيّر طريقة حياة الإنسان وربما شكل أسنانه أو لون شعره... ولكنه بقي إنساناً في النهاية...

إذاً السؤال: ما هو التطور الذي اثبته العلماء؟ إنه حدوث تغيرات في الكائن الحي نتيجة مؤثرات خارجية تؤدي إلى حدوث تنوع هائل في هذا الكائن، ولكنه لا يتحول إلى كائن آخر أبداً... ونظرية التطور التي تؤكد أن الإنسان جاء نتيجة التطور الذي حدث على القرد.. لا يوجد دليل واحد على حدوث ذلك!

حتى الفرضيات الضعيفة لا تستطيع أن تخبرنا كيف تعلم القرد الكلام والضحك والتفكير والإبداع والفن والبكاء والتمثيل والغناء والمهارات... كيف تمكن هذا القرد من التخلص من شكله المقزز والتمتع بشكل جميل؟ الحقيقة لا توجد حتى فرضية ضعيفة تفسر لنا ذلك.. كل ما يقولونه لنا التطور حدث وهناك إثباتات علمية.. وعندما نبحث عن هذه الإثباتات لا نجد أي شيء...


يؤكد البحث التجريبي أن الفيروس يتطور ويغير شكله ووظائفه باستمرار، وهذا الأمر يمكن مشاهدته ورصده في المختبرات العلمية.. ولكن المشكلة أن هذا الفيروس لا يتطور أبداً إلى كائن آخر، بل يبقى اسمه "فيروس" وبالتالي لم يتمكن العلماء من رؤية تحول نوع إلى نوع آخر حتى الآن... أي أن نظرية التطور لا يوجد إثبات تجريبي عليها.

أحبتي في الله! لقد درست علم التطور لسنوات طويلة وتأملت اكتشافات العلماء في مجال عل الأحافير والمتحجرات وما توصلوا إليه من تجارب مخبرية ودراسات عملية... ولكن صدقوني لم أجد بين هذه الدراسات الكثيرة دليلاً واحداً على حدوث تحول من مخلوق لآخر!

كما أنني لم أعثر على تفسير واحد لكيفية تحول مخلوق لآخر.. يعني حتى لو اقتنعنا أن قرد الشمبانزي تحول إلى إنسان، ورضينا بكلام علماء التطور، كيف حدث هذا التطور؟ ما هي العمليات التي تمت على القرد وعلى خلايا جسده أو على الصبغيات أو المورثات حتى نتج لدينا هذا الإنسان؟ ما هي العمليات التي تمت على القرد حتى أصبح دماغه بهذا التعقيد الذي نجده عند الإنسان؟ طبعاً لا يوجد جواب ولا تفسير لا علمي ولا غير علمي!!

إذاً الذين يؤمنون بالتطور هم يؤمنون بشيء غير موجود تماماً مثل الذي يؤمن بأن الكون جاء بالمصادفة.. حيث لا وجود لهذه المصادفة على الإطلاق. ونحن لا ننكر الحقائق العلمية التي تؤكد وجود تشاه كبير في الجينات بين البشر والقرود.. ولكن هذا لا يعني أن كلاهما جاء من مصدر واحد، بل هو دليل على قدرة الخالق تعالى.. وأن الذي خلق القرود هو الذي خلق البشر.. فالخالق واحد: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) [الأنعام: 19].

 

يعتقد علماء التطور أن القرود وعبر ملايين السنين تطورت بشكل طبيعي دون تدخل لخالق أو إله، وبمجرد عمليات تتم بالمصادفة واستمرت هذه المصادفات لملايين السنين حتى أنتجت إنساناً يسمع ويبصر ويفرح ويحزن.. يفكر ويبدع ويتأمل... يحب ويكره ويحسد ويظلم ويعدل... يصمم الطائرات والصواريخ ويغزو الفضاء ويخترع الكمبيوتر وأجهزة الاتصال... وووووو .... وكل هذا جاء بالمصادفة، فأي مجنون يصدق هذا؟!!

تفسير ظاهرة التشابه بين الكائنات

لقد كان الهم الأساسي لداروين: كيف يضع فرضية يبرر للناس قبول فكرة الإلحاد! فالملحد في العصر الحديث يحتاج لبعض الإثباتات العلمية (ولو كانت وهمية) ليقنع الآخرين بصدق عقيدته. ولذلك نجد كلمة (الطبيعة) تتكرر كثيراً في الكتب التي تتناول نظرية التطور، ولا نكاد نجد ذكراً لاسم (الله) عز وجل.. وهذا يؤكد صدق ما نعتقده حول داروين... فقد تم استبدال الخالق تعالى بالطبيعة في مؤلفاته.

ولكن عندما ننطلق في تفسيرنا لظاهرة التشابه بين الكائنات الحية، من خلال الاعتقاد يوجود خالق عليم حكيم خبير مبدع.. سوف نرى الأمور بشكل أكثر دقة. فالله تعالى خلق الكون وخلق الكائنات الحية وفق عمليات شديدة التعقيد لا يمكن لأدمغتنا أن تستوعبها، فالله تعالى يقول: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف: 51].

وبنفس الوقت نحن نخطئ عندما نظن أن عملية خلق الإنسان تمت بمجرد تحول الطين إلى بشر هو آدم عليه السلام! فخلق البشر استغرق زمناً لا يعلمه إلا الله، والأحاديث النبوية التي تؤكد خلق آدم عليه السلام خلال زمن محدد.. ربما ليس كزمننا، بل إن الزمن عند الله تعالى مختلف وهو القائل: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47].

فهذه الأحاديث تصور لنا الخطوط العريضة لعملية الخلق ولا تعطينا التفاصيل الدقيقة، والقرآن أيضاً يؤكد أن الإنسان خلق من طين.. ولكن السؤال: كيف تحول الطين إلى خلايا؟ لابد أن هناك عمليات كثيرة جداً حدثت وعلى مراحل وفترات وأزمنة ربما تكون طويلة بمقاييسنا... ولكن أن التطور الدارويني لم يحدث أبداً.

ماذا قدمت نظرية التطور للعلم؟

باختصار لا شيء سوى التضليل! فهناك علماء لا يؤمنون بالتطور وهو يقومون بأبحاث في مجال الطب ويحصلون على نتائج مماثلة لتلك النتائج التي يحصل عليها علماء يؤمنون بالتطور! وسوف أضرب لكم مثلاً من خلال هذا السؤال: ماذا قدم الإلحاد لصناعة السيارات؟ هل ساهم الإلحاد في تطور هذه الصناعة أم أن الأبحاث العلمية والتجارب هي التي أدت لهذا التطور الكبير في عالم السيارات؟

كذلك فإن نظرية التطور لم تساعد على اكتشاف دواء جديد أو علاج جديد للإيدز مثلاً... كل ما قدمته هو "كلمة حق يراد يها باطل" أي أن العلماء يدرسون عالم الأحياء دراسة حقيقية ويحصلون على نتائج رائعة تفسر لنا أسرار الخلق من حولنا، ولكنهم يخلطون هذه النتائج داماً بنظرية التطور ليتخلصوا من حقيقة وجود الخالق عز وجل...

إذاً نظرية التطور هي أداة جيدة بالنسبة للملحد لتبرير إلحاده وقبول الحقائق العلمية من منظور إلحادي، ولذلك أرجو من كل من يعتقد بهذه النظرية أن يسأل نفسه: ماذا قدمت لخدمة البشرية؟ وما هي الاختراعات التي تمت بناء عليها؟ وما هي الإثباتات العلمية على أن القرد تحول إلى بشر؟ طبعاً الجواب دائماً لا شيء! لأن النظرية بالفعل بنيت على لا شيء والله تعالى يقول: ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [التوبة: 109].

ملاحظة: لمناقشة هذه القضية نرجو التواصل عبر الإيميل: kaheel7@gmail.com

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

إرسال تعليق

 
Top