عالم البحار مليء بالأسرار والعجائب والتي ظلَّت تُنسج حولها الأساطير حتى عهد قريب عندما ....
عالم
البحار مليء بالأسرار والعجائب والتي ظلَّت تُنسج حولها الأساطير حتى عهد
قريب عندما اخترع الإنسان الغواصة واستطاع الغوص لآلاف الأمتار في أعماق
المحيطات. وقد كان الاكتشاف المذهل وجود نار ملتهبة في أعمق البحار! فجميع
البحار والمحيطات في العالم يوجد في قاعها شقوق تتدفق من خلالها الحمم
المنصهرة. شبكة الصدوع والشقوق هذه تمتد لآلاف الكيلومترات ويتدفق من
خلالها ملايين الأطنان من السوائل المنصهرة الموجودة تحت الغلاف الصخري
للأرض.
وتبلغ
درجة حرارة المواد المنصهرة هذه أكثر من ألف درجة مئوية. وهذه الصدوع
تعاني من تدفق مستمر على مدار الساعة مما يؤدي إلى تراكم المواد المنصهرة
وتبردها في ماء البحر حتى تتشكل الجزر البركانية. وقد تم اكتشاف سلاسل من
الجبال البركانية في عرض البحر تمتد لعشرات الألوف من الكيلومترات، والتي
تشكلت نتيجة اندفاع الحمم الملتهبة من قاع هذه البحار.
ولكن
الشيء غير المتوقع أن هذه الحمم والتي تنطلق من الطبقة الثالثة للأرض
(فيما يسمى بنطاق الضعف الأرضي) تحتوي في تركيبتها على الماء. إذن الطبقة
الأرضية التي تحت البحر وتحت هذه النار تحتوي ماءً. ويمكن القول بأن
الحقيقة العلمية الثابتة واليقينية هي وجود نار تحت أي بحر في العالم، وتحت
هذه النار هنالك ماء يقدر بأضعاف ما يوجد في البحار!! وهو ما حدثنا عنه
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: (إن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً) [رواه أبو داود].
وهنا
نقف وقفة تأملية مه هذا الحديث العظيم. فالبحر والنار هما شيئان متضادان
ولا يجتمعان أبداً، وهذا الفهم موجود عند العرب منذ القديم. وعن قول الرسول
الرحيم عليه الصلاة والسلام أن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً هو دليل
على اجتماع الماء والنار دون أن يطفئ أحدهما الأخر، وهذا ما ثبت علمياً.
ونحن
اليوم نستطيع مشاهدة منظر لأعماق البحار حيث تتفق المواد المنصهرة وتنتشر
عبر ماء البحر البارد وعلى الرغم من كثرة ماء البحر فإنه لا يستطيع تبخير
ماء البحر. هذا التوازن هو بالضبط ما نجده في حديث سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم: (إن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً).
ومع أن هذا النبي الأمي لم يركب البحر ولا مرة واحدة، ولم ينزل إلى أعماق
المحيطات، ومنذ أربعة عشر قرناً لم يكن هنالك غواصات بل أقصى عمق يمكن
الوصول إليه تحت سطح الماء لا يتجاوز العشرة أمتار، إن هذا دليل على نبوة
هذا الرسول الخاتم ودليل على صدق رسالته للبشر جميعاً.
إرسال تعليق