الحقيقة العلمية تقول بأن النجوم تتحرك بسرعة هائلة .. فلماذا نراها في نفس المكان منذ آلاف السنين؟ ....
عندما
درس العلماء حركة الشمس كانت المفاجأة: الشمس ليست ثابتة إنما تدور حول
مركز مجرتنا دورة واحدة كل 240 مليون سنة!! ولكن هذا ليس كل شيء، فقد وجدوا
أن هذه الشمس لا تدور فقط بل تصعد وتهبط أثناء دورانها، وكل صعود وهبوط
يحتاج لأكثر من 60 مليون سنة!!
وبالتالي
فإن حركة الشمس مركبة: دوران + هبوط وصعود، أي حركة تموجية تشبه جريان موج
البحر. ومن هنا ونحن نعيش على الأرض وأعمارنا قصيرة جداً بالمقارنة مع عمر
الشمس الذي يحدده العلماء بخمسة مليارات عام، فإننا نستنتج ما يلي:
1-
عندما نراقب أحد النجوم في مجرتنا والذي يجري بسرعة هائلة تفوق سرعة جريان
الشمس ويتم هذا النجم دورة حول مركز المجرة مثلاً كل 100 مليون عام، فيجب
علينا أن نعيش 100 مليون سنة حتى نرى دورة كاملة لهذا النجم. ولكن عندما
نراقب هذا النجم لمدة ألف سنة مثلاً فإننا نراه قد تحرك بنسبة واحد إلى مئة
ألف من دورته، أي أننا لن نلاحظ أي حركة بمقاييسنا البشرية.
2-
إذا استطعنا تسريع الزمن مليارات المرات وأكثر يمكن وقتها أن نرى جريان
النجوم وجريان المجرات.. وسوف نرى حركة عنيفة جداً للمجرات والنجوم والثقوب
السوداء وسوف نرى انفجارات هائلة تهز الكون ونرى باستمرار نجوم تولد وأخرى
تنفجر وتختفي... ولكن يجب أن يكون عمر الإنسان وقتها على الأقل مليار
عام!!
ولكن
هذا المشهد سوف نكون قادرين على رؤيته يوم القيامة عندما تنفجر البحار،
وتصطدم الكواكب والنجوم والمجرات وتتبعثر في الكون... ولكن لن نرى ذلك في
الدنيا...
أي
أن أعمارنا القصيرة جداً والتي تقدر بالسنوات لا تسمح لنا برؤية حركة
النجوم التي تحتاج لملايين السنوات حتى نراها، وذلك بسبب الحجم الكبير جداً
للكون...
ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
[غافر: 57]... فهذه الآية تؤكد أن عمر الكون أكبر من عمر الإنسان، وأن حجم
الكون أكبر من حجم الإنسان والأرض والشمس والقمر والنجوم..وكل ما يدركه الإنسان.
ويبقى القانون الإلهي الذي ينطبق على كل شيء في هذا الكون: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]... سبحان الله!
إرسال تعليق