عندما خلق الله الكون أودع
فيه آيات تدل على خضوع هذا الكون لله تعالى، ليكون دليلاً لنا نحن البشر
كي نخضع ونعبر عن خضوعنا لله تعالى بالسجود.....
عندما
خلق الله الكون أودع فيه آيات تدل على خضوع هذا الكون لله تعالى، ليكون
دليلاً لنا نحن البشر كي نخضع ونعبر عن خضوعنا لله تعالى بالسجود.
فالشمس
تسجد لله من خلال التزامها بالقوانين التي أمرها الله بها، فهي تدور حول
نفسها وحول مركز المجرة بنظام بديع لا تتمرد عليه ولا تخالفه. وهي تجذب
إليها الكواكب ومنها أرضنا، وتبث لنا الكمية المحددة من الضوء والحرارة لا
تزيد على ذلك ولا تنقص، وهذا امتثال لأمر الله وسجود له، ولكن بلغة الشمس
التي لا نفقهها.
الشجر
يسجد لله! فهو ينمو بنظام، وينتج الثمار بنظام، ويصنع لنا الغذاء بنظام،
وما هذا النظام إلا امتثال لأوامر الحق عز وجل وسجود له، وطبعاً الشجر يسجد
لله بأسلوبه الذي لا نفقهه. كذلك النجوم تسجد لله تعالى، والنظام الدقيق
الذي تسير عليه في ولادتها ونشوئها وتطورها وموتها يشهد على ذلك.
حتى
الدواب التي سخرها الله لنا لنركبها ونحمل عليها أثقالنا فإنها تسجد لله،
ومن خلال طاعتها لنا وسيرها بنظام لا تحيد عنه أبداً، فهذا دليل على طاعتها
لخالقها سبحانه وتعالى، وهكذا جميع المخلوقات تسجد لله وتسبحه وتطيعه،
ولكن ماذا عنك أيها الإنسان؟
إنك
أنت الوحيد في هذا الكون الذي تخالف هذه القاعدة!! ولكن من قبلك إبليس
خالفها لأنه رفض أمر الله بالسجود لآدم، ولذلك فأنت عندما ترفض السجود لله
تعالى فستكون مثل إبليس في معصيته لأمر خالقه.
ومن
هنا ندرك جانباً من الحكمة الإلهية في السجود، وأقول: إن ألذّ لحظة يمر
بها المؤمن عندما يكون ساجداً لأنه يكون أقرب ما يكون من الله تعالى، وهل
هناك أجمل من أن تحس أنك قريب من خالق الكون عز وجل؟!
ولكن
لماذا نسجد 34 سجدة كل يوم؟ إن الله تعالى رتب هذه السجدات في أوقات محددة
بنظام محكم. ففي الصلوات الخمس لدينا في كل ركعة سجدتان،
نحن نعلم أن السجود يكون على سبعة أعضاء لقوله عليه الصلاة والسلام (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم)
رواه البخاري. وبالتالي نستشعر إشارة إلى أهمية الرقم سبعة في السجود،
وعدد السجدات 34 ليس من مضاعفات السبعة ولكن له علاقة بالرقم سبعة بشكل غير
مباشر.
فالعدد 34 يتألف من 4 و 3 ومجموع هذين الرقمين هو 7 وهذا هو التناسب الأول.
السجدات تتوزع على الأوقات الخمس كما يلي (لنكتب الصلوات المفروضة وعدد السجدات في كل صلاة):
الصبحالظهرالعصرالمغربالعشاء
48868
إن هذا العدد الذي يتشكل من صف الأرقام هو 46884 من مضاعفات الرقم سبعة:
86884 = 7 × 12412
ولو بدأنا العد من صلاة العصر (الصلاة الوسطى) نجد:
العصرالمغربالعشاءالصبحالظهر
86848
ويبقى العدد المتشكل في هذه الحالة وهو 84868 من مضاعفات الرقم سبعة:
84868 = 7 × 12124
طبعاً نحن نحاول إدراك جزء من الحكمة بلغة العصر، وهناك أشياء كثيرة عن السجود وعدد السجدات بحاجة لمن يبحثها ويستنبط منها العجائب.
إرسال تعليق