إن
من أوجه الإعجاز الذي تضمنه كتاب الله جل وعلا: ما حواه من جُمَلٍ قليلة
المباني، عظيمة المعاني، يقرأ فيها المسلم الجملة المكونة من كلمتين أو
ثلاث كلمات أو أربع، فإذا به يجد تحتها كنوزًا من الهدايات العلمية،
والإيمانية، والتربوية، والتي جاءت على صورة: (قواعد قرآنية).
ولئن كان نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- قد أخذ بناصية البيان، وأوتي جوامع الكلم، فما الظن بكلام واهب تلك المواهب لعبده وخليله؟!
إن
من أعظم مزايا هذه القواعد، شمولها، وسعة معانيها، فليست هي خاصة بموضوع
محدد كالتوحيد، أو العبادات مثلاً، بل هي شاملة لهذا ولغيره من الأحوال
التي يتقلب فيها العباد، فثمة قواعدُ تعالج علاقة العبد بربه تعالى،
وقواعدُ تصحح مقام العبودية،وسير المؤمن إلى الله والدار الآخرة، وقواعدُ
لترشيد السلوك بين الناس، وأخرى لتقويم وتصحيح ما يقع من أخطاء في العلاقة
الزوجية، إلى غير ذلك من المجالات، بل لا أبالغ إذا قلتُ - وقد تتبعتُ أكثر
من مائة قاعدة في كتاب الله -: إن القواعد القرآنية لم تدع مجالاً إلا
طرقته.
وأصل
هذه الأوراق حلقات ألقيتها في إذاعة القرآن الكريم السعودية(عام: 1430هـ)،
فوقعت – بحمد الله – من بعض الفضلاء وقعها الحسن – من داخل المملكة
وخارجها – وكان الاقتراح أن تنشر؛ لعل الله ينفع بها، فأعدت النظر فيها،
وأعدت صياغتها بما يتناسب والنشر الورقي.
سائلاً الله تعالى أن يجعلها ذخرًا عنده، مقرِّبة لديه، والحمد لله رب العالمين.
رابط التحميل
إرسال تعليق