يقدّم هذا الكتاب بأسلوب جذّاب وجهًا جديدًا غير مسبوق من
وجوه إعجاز القرآن الكريم، ويعرض للقارئ نظرات عميقة، ولقطات دقيقة، لحروف
القرآن وحظها من النقاط وعلامات التشكيل، فيثبت بما لا يدع مجالًا للشك، أن
كل ما في القرآن الكريم، حتى على مستوى هذه العلامات وتلك النقاط، يأتي
وفق نسيج رقمي معجز.
ولأوّل مرّة في تاريخ دراسات القرآن، يقدّم هذا الكتاب الدليل
والبرهان على أن عجائب نظم القرآن واتساق بنائه تذهب إلى ما هو أبعد من
الكلمة، وأبعد من الحرف بكثير، فكل علامة من علامات تشكيل حروفه، وكل نقطة
على كل حرف من حروفه لها نظام مُعجز، ولها دلالة واضحة تتفاعل مع المعنى
والمضمون في أدق تفاصيله، كما أن رسم كلماته وطريقة لفظها وكتابتها تقوم
على نظام رقمي عجيب، والقرآن كلّه من أوّله إلى آخره، يقوم على هذا النظام
ولا يستثنى منه كلمة واحدة.. ولا حرف واحد.
إنها عظمة القرآن.. تتجلّى في عصرنا الرقمي على مستوى الحرف
ومواضع تشكيله وتنقيطه، فالآية الواحدة تنتظم حروفها ومواضع تشكيلها
ونقاطها وفق نظام غاية في الدقة، وترتبط بنظام مُحكم مع السورة التي تنتمي
إليها، وترتبط بنظام آخر وثيق مع الآيات والسور الأخرى على مستوى الحرف
والنقاط وعلامات تشكيله. وفي الوقت ذاته ترتبط الحروف بعدد تكراراتها داخل
الكلمة والآية والسورة والقرآن بأكمله، وبترتيبها في قائمة الحروف
الهجائية، وهو الترتيب الذي لم يكن يعرفه العرب وقت نزول القرآن، وفوق ذلك
كلّه يظل النظم اللغوي محكمًا بليغًا فصيحًا لا تدانيه أي صياغة بشرية..
مهما علت.
إرسال تعليق