سؤال يتبادر للذهن يقول: بما أن الثقوب السوداء لا يمكن رؤيتها، فكيف علم بوجودها العلماء؟ ....
هذا سؤال حيَّر الباحثين طوال السنوات القليلة
الماضية، كيف يمكن رؤية ثقب أسود وهو لا يصدر أي أشعة ضوئية؟ فقد برزت فكرة
عند أحد الباحثين وهي أن الثقب الأسود له حجم معين، وهو يسير في أرجاء
الفضاء الكوني، ولا بُدَّ أنه سيمرُّ أمام نجم ما فيحجب عنا ضوءه كما يحدث
أثناء مرور القمر أمام الشمس فيحجب عنا ضوءها.
وأثناء مراقبة هذا العالم الطويلة لمجموعة من النجوم
وإذ بأحد هذه النجوم يختفي ضوؤه فجأة ثم يظهر بعد ذلك. وعندما عرض هذه
الصورة على علماء الفلك أجمعوا على أن ضوء هذا النجم قد اختفى بسبب مرور
ثقب أسود مما أدّى إلى حجب الأشعة الضوئية الصادرة من ذلك النجم وذلك لفترة
من الزمن ثم عودة النجم للظهور من جديد.
إذا تخيلنا أن الأرض والتي يبلغ قطرها أكثر من 13 ألف كيلو متراً قد تحولت إلى ثقب أسود فسيصبح قطرها 3
سنتمتر فقط!! فتخيل معي كم سيكون وزن هذا الثقب، وكم ستكون قوة جاذبيته،
ولذلك حتى الضوء لن يفلت منه بل سيجذبه بشكل كامل. إن ثقباً كهذا سيبتلع أي
شيء يقترب منه كالمكنسة التي تكنس في الفضاء. ولذلك سمّاها القرآن (الكُنّس)، فتأمل دقة هذا التعبير القرآني، هل هو من صنع بشر؟ أم هو كلام خالق البشر وخالق هذه الثقوب؟
لقد أثبتت هذه التجربة وجود هذه الأجسام في الفضاء
وأثبتت حركتها، كما أثبتت ومن نظرية الاحتمالات أن عدد هذه الثقوب السوداء
يقدر بالملايين بل بآلاف الملايين!
إن الله تعالى يُقسم بهذه المخلوقات على أن القرآن حقّ لا ريب فيه فيقول: (فلا أُقسم بالخُنّس * الجوارِ الكُنّس)
[التكوير:15-16]. فالخنَّس أي التي لا تُرى فهي تخنس وتختفي، والكُنَّس هي
التي تكنس وتجذب أي شيء تصادفه، وسبحان الله أليست هذه مواصفات الثقب
الأسود؟
وسبحان الخالق العظيم! أليس هذا تطابقاً تاماً مع
العلم الحديث؟ في ثلاث كلمات نجد حقيقة علمية استغرق اكتشافها سنوات طويلة،
وجاء القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً ليتحدَّث عنها بمنتهى الدقة
والوضوح، أليست هذه معجزة قرآنية تشهد على صدق كتاب الله تعالى في العصر
الحديث؟ يقول تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي
الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
إرسال تعليق