0

كيف عالج الله الكبر؟


عالج الله الكبر في الآية التي جاءت بعد الآية التي عرّف فيها الكِبْر.. وهذه هي الآية التي عالج الله فيها الكِبْر:

“لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس”

فجعل الله سبحانه علاج الكِبْر في إيقاظ الشعور فينا بأننا مخلوقين.. وأن الذي خلقنا؛ هو الذي أبدع السماء سبعاً فوق بعضها.. أبدع السماء سبع سموات ثم نحن نتكبر عليه! ويا ليتنا نصل إلى شيء من ذلك الكِبْر! بل إننا نتخبط على أعتابه ولا نصل أبداً إليه!

والله يستنكر علينا التكبر على أمره ونهيه.. نتكبر على الله وكأننا لا نرى الكون الذي خلقه أو نرى أنفسنا التي خلقها!

‏‏‏

“قل ءإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين.. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين”

‏‏


الشيء العجيب هو أن الإنسان يتكبر على أمر الله


والشيء العجيب أننا نتكبر على الله ونتفنن في معصيته والبعد عنه وعن طريقه؛ وهو الذي أحاط بالسماء في بداية الخلق وقد كانت حينها دخان وسئلها هي والأرض: هل تأتيان  بالكَره أم طواعيةً؟

فأجبتا قائلتين: ماكان لنا إلا الطوع سبحانك..

“ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إءتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين”

وأنه سبحانه يعلم كل شيء حقاً..

“وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين”

وأنه سبحانه قائم ويرى كل أحد وكل شيء صدقاً.. ويأخذ بناصية كل دابة ومخلوق عطفاً..

“وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه.. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين”

وأنه سبحانه يستنكر علينا التكبر واستخفافنا بالخير والعمل الصالح من أجل تلك الحياة الدنيا..

“أولم ينظروا إلى ملكوت السموات وما خلق الله من شيء وأن عيسى أن يكون قد اقترب أجلهم”

ورغم كل ما على الأرض من آيات؛ فإن الكثير لا يؤمنوا ولو أخرج الله لهم الأموات وحشر عليهم كل شيء فات.. فإنهم لا يؤمنوا..

“ولو أنّا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون”

وأن العبرة ليست بالعدد ولا بالكثرة، ولكن العبرة هي بالالتزام والاستقامة..

“فجاهد في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرّض المؤمنين”

“فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير”

 

وأنه لو شاء الله لجعل ءآية معلقة بين السماء والأرض فنتبع الهدى بسببها..

” إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين”

والشيء الذي منع اللهَ من إرسال الآيات؛ هو أن الأولين من الناس كانوا لا يؤمنوا.. والناس أصلاً لا تحتاج لآية لكي يؤمنوا بالله..

“وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون، وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها، وما   نُرسل بالآيات إلا تخويفاً”

ولولا أنها كلمة سبقت من الله لكانت النهاية.. ولكنها فتنة وزينة على الأرض وابتلاء من الله لنا لينظر كيف نصنع..

“.. لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب، بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً”


الله معك ولن يتركك


وعلى هذه العجالة السريعة قد وضحنا شيئاً عن الكبر الذي يكاد أن يفتك بنا.. ووضحنا شيئاً عن علاجه كما هو ظاهر لنا من كتاب الله عز وجلَّ.

وإنك إن كنت تظن بأن الله سيتركك للابتلاءات والفتن هكذا فأنت مخطئ أيها الحبيب! أنت مخطئ؛ لأنه سينصرك إن شاء سبحانه؛ لأنه أرحم من الأم بولدها.. وهو قد نصرك من قبل وسينصرك حتى وإن كنت لا تعلم أنه هو الذي نصرك.. وسينصرك  على الرغم مما تفعله من المعاصي والذنوب.. وإلا فاقرأ إن شئت..

“من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبن كيده ما يغيظ”

فهذا وعد عليه سبحانه يحق لك أن تسأله عن نصره إياك متى تشاء..

يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته.. فاستهدوني أهدكم



 المصدر ازهاق الاباحية

إرسال تعليق

 
Top